إن المتابع للفضائيات العربية يكتشف مدى الحالة المزرية
التى وصل إليها الإعلام العربى.
إستخفاف غير عادى بعقلية المواطن العربى
تجهيل و تضليل مُستفز
مضمون إعلامى قائم على التفاهة و السطحية و تغييب الوعى
نوعية من المذيعين و معدوا البرامج لا تسر عدو و لا حبيب
هيمنة للإعلانات التجارية بشكل يجعلك تكره نفسك
و تلعن الساعة التى قررت فيها مشاهدة التلفاز
منذ أيام كنت أشاهد برنامج حوارى و كان المذيع
يستضيف أستاذ جامعى و عالم فى تخصصه
و لكن المذيع المفترس أراد أن يأخذ الوقت كله
لنفسه لإظهار مهاراته الحوارية الفذة
و قدراته الفكرية العبقرية و لم يترك للضيف
المسكين الفرصة كاملة لكى يتحدث
لدرجة أن الضيف قال له حرفيا" :
من فضلك إعطينى فرصة للحديث
فكان المذيع الهُمام يطرح السؤال ثم يتولى هو الإجابة بنفسه
و لا يترك للضيف إلا هامش قليل جدا" للحديث
و فى مرة أخرى كنت أتابع باهتمام شديد برنامج تحليل سياسى
و فجأة يا جماعة و بدون مقدمات تم قطع
البرنامج و سمعت من يقول :
(هذا البرنامج برعاية صابون لوكس ,, نعومة أكثر لبشرتكِ)
و الواقع أنا لا أدرى ما هى العلاقة بين
الصابون و بين التحليل السياسى
و أحيانا يتم قطع المادة المعروضة بكلمات مثل :
هذه المباراة برعاية تايد
و هذا المسلسل برعاية شيكولاتة جلاكسى
و إذا كان الموضوع هو مجرد إعلان تجارى ,,
أوكيه ,, مُشكل ناهيه
و لكن ليس بهذه الطريقة ,, و لا أظن أن
البرامج (قاصرة) و تحتاج لمن يرعاها
ثم تجد لونا" آخر من الكذب و التضليل فى تلك الإعلانات ,,
رجل ضخم الجثة يقف كالغضنفر
يظهر على الشاشة بطلعته البهية و على وجهه
ابتسامة عريضة صفراء غبية
و تسمع صوت مُصاحب للإعلان
و يوجه الكلام لهذا الرجل قائلا" :
(عينى عليك واثق من نفسك مين قدك ,,
عشان بتستخدم شامبو بيرت بلاس)
ثم تظهر أسرة ة تبدو فى غاية السعادة و كأنها تعيش فى الجنة
و تسمع الصوت المصاحب للإعلان يقول :
(هل تعرفون سر سعادة هذه الأسرة ,,
لأنها تستخدم زيت الذرة عافية
إستخدمى زيت عافية ,, إحمى أسرتك و ريحى بالك)
إن الإعلان التجارى هو مصدر هام من
مصادر دخل المحطات الفضائية
و هو ليس مرفوض من حيث المبدأ ,,
و لكن المرفوض هو الإستخفاف
بعقلية المشاهد و تضليله و الكذب عليه
فالأمر يحتاج إلى تنظيم دقيق و إلى
منهج يحترم عقلية و ذكاء المشاهد
على فكرة:
أنا أيضا" ضللتكم و كذبت عليكم ,,
لأن هذا المقال ليس برعاية بيبسى
و لكنه برعاية اريال ,, لغسيل أنصع بياضا"
و سلامتكم